منتديات سر من رأى
منتديات سر من رأى
منتديات سر من رأى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سر من رأى



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اَللَهُ لا إِلَهَ إلا هو اَلحي ُ القَيَوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوْمٌ لَّهُ مَا فيِِ السَمَاوَاتِ وَمَا في اَلأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ ِوَمَا خَلْفَهم وَلا َيُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَ بِمَا شَآء وَسعَ كُرْسِيُّهُ السَمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلاَ يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ}
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
»  اقوى قاموس ناطق متعدد اللغات (القاموس الوارد - الثنائى الناطق ) 2013
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالإثنين 27 أبريل 2015, 15:22 من طرف lilia.barbar

» السلام عليكم
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالخميس 26 فبراير 2015, 00:58 من طرف أبن الرافدين

» هل انت جذاااااب ؟؟!
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالثلاثاء 06 يناير 2015, 23:32 من طرف islam1803

» برنامج الصيانه ( Wise Care 365 3.33.290 PRO ) في أحدث اصدار له
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالأربعاء 19 نوفمبر 2014, 19:02 من طرف أبن الرافدين

»  برنامج لاازالت برامج الانتي فايروسات من جذورها AppRemover 3.1.18.1
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالجمعة 14 نوفمبر 2014, 17:53 من طرف أبن الرافدين

» برنامج 2.0.79.0 Milouz Market لتحديث البرامج على حاسوبك وإزالتها من جذورها
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالخميس 06 نوفمبر 2014, 12:10 من طرف أبن الرافدين

» العاب منوعة وخفيفة للحواسيب لعام 2014
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالإثنين 28 أبريل 2014, 14:23 من طرف أبن الرافدين

» جميع اصدرات NET Framework بدون اتصال في النت
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالجمعة 25 أبريل 2014, 13:05 من طرف أبن الرافدين

» Windows 8 USB Installer Maker
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالجمعة 25 أبريل 2014, 12:39 من طرف أبن الرافدين

» المتصفح الآمن 360BRWSER V 7.5.1.116 متصفح 360
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالأربعاء 02 أبريل 2014, 16:52 من طرف أبن الرافدين

» موقع لفك الضغط أون لاين للملفات المضغوط لمعرفة محتواها قبل أو بعد تحميلها على جهازك
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالإثنين 17 مارس 2014, 03:51 من طرف أبن الرافدين

» برنامج IObit 3.2.0.128 للازالةالبرامج غير المرغوب تماما من دون أي متاعب بااصدارة الاخير
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالخميس 13 مارس 2014, 11:02 من طرف أبن الرافدين

» أدوات ذكية شفافة على سطح مكتبك
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالخميس 13 مارس 2014, 10:40 من طرف أبن الرافدين

» صور عالية الجودة لمحبي ميسي ورونالدو
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالخميس 13 مارس 2014, 10:18 من طرف أبن الرافدين

» CCleaner 4.11.4619 الرائع في تنظيف الجهاز في إصدار جديد + نسخه محموله
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالثلاثاء 25 فبراير 2014, 20:09 من طرف أبن الرافدين

» شفاء من فيروس سى بمركز الهاشمى فرع مصر محافظة المنيا
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالإثنين 03 فبراير 2014, 17:30 من طرف اريج المحبه

» برنامج تشغيل جميع الالعاب على الجويستك
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالأربعاء 29 يناير 2014, 00:24 من طرف modo.salama

» فواصل جديدة لااعدادات لموضوع
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالثلاثاء 17 ديسمبر 2013, 14:57 من طرف أبن الرافدين

» ادعية متحركة
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالخميس 12 ديسمبر 2013, 21:25 من طرف أبن الرافدين

» برنامج الدى جى الرائع FL Studio Producer 11.03 للتعديل على الصوت اخر اصدار
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالسبت 09 نوفمبر 2013, 05:17 من طرف أبن الرافدين

» صور متحركة لايام الاعياد لتزين مواضيعك
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالثلاثاء 15 أكتوبر 2013, 14:26 من طرف أبن الرافدين

» فواصل لعمل المواضيع
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالسبت 12 أكتوبر 2013, 21:48 من طرف أبن الرافدين

» برنامج كشف المتسللين الى شبة الانترنت اللاسلكية Who Is On My Wifi 2.1.6
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالسبت 14 سبتمبر 2013, 14:06 من طرف أبن الرافدين

» برنامج tuneup utilities 2014 الاصدار الاخير + شرح خصائصه بالكامل+سيريال التفعيل"حصرى "
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالسبت 14 سبتمبر 2013, 02:40 من طرف أبن الرافدين

» اقدم لكم برنامج للستريو مكس للوندوز سفن
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالجمعة 13 سبتمبر 2013, 04:59 من طرف أبن الرافدين

» شرح تفصيلي لبرنامج مشغل الفيديوهات QQplayer الذي يمتاز بتشغيل جميع صيغ الفيديو بسرعة
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالخميس 12 سبتمبر 2013, 21:16 من طرف أبن الرافدين

» المتصفح الاول عالميا " Mozilla FireFox 24.0 " باللغة العربية و الانجليزيه و الفرنسية
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالخميس 12 سبتمبر 2013, 19:43 من طرف أبن الرافدين

» أحدث أصدار من برنامج فك وضغط الملفات ( كامل ) Winrar v5 00 Full version مع التفعيل طول العمر
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالخميس 12 سبتمبر 2013, 19:37 من طرف أبن الرافدين

» 30 صورة عالية الجودة لطيور الزينة ومنها على شكل رسومات رائعه
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالخميس 12 سبتمبر 2013, 19:21 من طرف أبن الرافدين

» مشغل, VLC media Player v2.0.8 مشغل الميديا المميز
اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالثلاثاء 10 سبتمبر 2013, 00:26 من طرف أبن الرافدين

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 31 بتاريخ السبت 15 أبريل 2023, 12:28
الصحف اليومية
New Page 1

القدس

الأيام

الاقتصاديه

اليوم

 الشرق الاوسط

cnn

bbc

اخبار الخليج

العربيه

البيان

الجزيرة

المدينة

الرياض

الوطن

عكاظ

الوطن

الرايه

سيدتي

 

منتدى
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
أبن الرافدين
اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_rcap1اسرار أركان الصلاه وادابها Voting_bar1اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_lcap1 
اميرة بغداد
اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_rcap1اسرار أركان الصلاه وادابها Voting_bar1اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_lcap1 
اثير العراقي
اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_rcap1اسرار أركان الصلاه وادابها Voting_bar1اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_lcap1 
سفير الغرام
اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_rcap1اسرار أركان الصلاه وادابها Voting_bar1اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_lcap1 
اطلس
اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_rcap1اسرار أركان الصلاه وادابها Voting_bar1اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_lcap1 
ليث الجبوري
اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_rcap1اسرار أركان الصلاه وادابها Voting_bar1اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_lcap1 
نامس الشيخ
اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_rcap1اسرار أركان الصلاه وادابها Voting_bar1اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_lcap1 
belalalfely
اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_rcap1اسرار أركان الصلاه وادابها Voting_bar1اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_lcap1 
modo.salama
اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_rcap1اسرار أركان الصلاه وادابها Voting_bar1اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_lcap1 
نزار كوبرلو
اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_rcap1اسرار أركان الصلاه وادابها Voting_bar1اسرار أركان الصلاه وادابها Vote_lcap1 
الساعة الأن بتوقيت (العراق)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتديات سر من رأى
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://alatheer.own0.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

 

 اسرار أركان الصلاه وادابها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اميرة بغداد
شخصية عامة
شخصية عامة
اميرة بغداد


توقيع المنتدى توقيع المنتدى : اسرار أركان الصلاه وادابها 15781610
رقم العضوية : 7
عدد المساهمات : 258
تاريخ التسجيل : 14/10/2010

اسرار أركان الصلاه وادابها Empty
مُساهمةموضوع: اسرار أركان الصلاه وادابها   اسرار أركان الصلاه وادابها Emptyالإثنين 25 أكتوبر 2010, 17:00

اسرار أركان الصلاه وادابها


الفصل الثاني

في المقارنات

وهي ثمانية:

الأولى: القيام ووظيفة القلبية.

تذكر أنك قائم بين يدي الله تعالى وهو مطلع على سريرتك عالم بما تخفي وما تعلن وهو أقرب إليك من حبل الوريد فاعبده كأنك تراه، فإن لم تكن فإنه يراك.

وانصب قلبك بين يديه كما نصبت شخصك وطأطئ رأسك الذي هو أرفع أعضائك، مطرقاً مستكيناً.

وألزم قلبك التواضع والخشوع والتذلل، والتبري عن الترؤس والتكبر كلما وضعت رأسك.

وقم بين يديه قيامك بين يدي بعض ملوك الزمان، وإن كنت تعجز عن معرفة كنه جلاله، فإنك تجد وجداناً ضروياً أنك تنقهر عند مكالمة الملك ومحاورته، وتلزم معه السكون والخضوع.

وربما يتبع ذلك رعدة البدن وتلعثم اللسان ومنشأ ذلك كله الخوف الحادث عند تصور عظمته فكيف يتصور جبار الجبابرة، وملك الدنيا والآخرة؟ فعند ذلك يحصل لك الخوف الذي هو المقصد الذاتي من المعارف، وكذلك يحصل الرجاء عند تصور عظمته، واستشعار أن الكل منه، فإن ذلك باعث على رجائه، وقد تأكد ذلك بالآيات الواردة في باب الخوف والرجاء فكذلك يستلزم ذا الحياء منه لأن المتصور عظمة الأمير لا يزال مستشعراً تقصيراً ومتوهماً ذنباً وذلك الاستشعار والتوهم يوجب الحياء من الله تعالى، وهذه أمور مطلوبة من العابد بل قدر في دوام قيامك في صلاتك أنك ملحوظ ومرقوب بعين كالئة من رجل صالح من أهلك وممن ترغب أن يعرفك بالصلاح, فغنه تهدأ عند ذلك أطرافك, وتخشع جوارحك وتسكن جميع أجزائك خفية أن ينسبك ذلك العاجز المسكين إلى قلة الخشوع.

وإذا أحسست من نفسك بالتماسك والثبات عند ملاحظة عبد مسكين فعاتب نفسك وقل لها: يا نفس تدعين معرفة الله تعالى أفما نستحين من اجترائك عليه، مع توقيرك عبداً من عباده.

أوتخشين الناس ولا تخشينه وهو أحق أن يخشى؟

ألا تستحين من خالقك ومولاك إذا قدرت اطلاع عبد ذليل من عباده عليك، وليس بيده خيرك ولا نفعك ولا ضرك وخشعت لأجله جوارحك وحسنت صلاتك.

ثم إنك تعلمين أنه مطلع عليك فلا تخشعين لعظمته، أو أهون عندك من عبد من عباده؟ فما أشد طغيانك وجهلك، وما أعظم عداوتك لنفسك!.

ولذلك لما قيل للنبي كيف الحياء من الله تعالى؟ فقال النبي تستحي منه كما تستحي من رجل صالح من قومك.

v في أسرار القيام

وأما دوام القيام فهو تنبيه على إدامة القلب مع الله تعالى على نعت واحد من الحضور، قال النبي: (إن الله مقبل على العبد ما لم يلتفت).

وكما يجب حراسة العين والرأس من الالتفات إلى غير الصلاة فكذلك يجب حراسة السر عن الالتفات إلى غير الصلاة، فإن التفت على غيرها فذكره باطلاع الله تعالى عليك، وقبح التهاون بالمناجى مع غفلة ظاهراً ليعود إلى التيقظ. وألزم الخشوع الباطن فإنه ملزوم الخشوع ظاهراً ومهما خشع الباطن وخشع الظاهر.

قال النبي (ص) وقد رأى مصلياً يعبث بلحيته: ( أما هذا لو خشع قلبه لخشعت جوارحه) فإن الرعية بحكم الراعي. ولهذا ورد في الدعاء: اللهم أصلح الراعي والرعية. وهو القلب والجوارح.

وكل ذلك يقضيه الطبع بين يدي من يعظم من أبناء الدنيا فكيف لا يتقاضاه بين يدي ملك الملوك وجبار الجبابرة؟ ومن يطمئن بين يدي غير الله تعالى خاشعاً ثم تضطرب أطرافه بين يدي الله تعالى فذلك لقصور معرفته عن جلال الله تعالى وعن اطلاعه على سره وضميره.

وتدبر قول تعالى: ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ** وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾

v في وظائف النية وأسرارها

الثاني في النية: ووظيفتها العزم على إجابة الله تعالى في امتثال أمره بالصلاة وإتمامها والكف عن نواقضها ومفسداتها وإخلاصها من جميع ذلك لوجه الله تعالى رجاء ثوابه وطلب القربة منه، وإن عجزت عن مرتبة عبادته لكونه أهلا للعبادة التي هي عباد الأحرار. فإذا فاتتك درجة الأحرار والأبرار فلا تفوتنك درجة التجار وهو العمل رجاء للعوض، فإن فاتتك هذه المرتبة, فاجلس مع العبيد في مجالسهم وشاركهم في مقاصدهم، إنما يعلمون ويخدمون في الغالب خوفاً من الضرب والعقوبة وهي غاية الخوف من العقاب.

وتقلد في نيتك وقصدك المنة لله وتقدس بإذنه إياك في المناجاة مع سوء أدبك وكثرة عصيانك.

وعظم في نفسك قدر مناجاته وانظر من تناجي وكيف تناجي وبما تناجي وعند هذا ينبغي أن يعرق جبينك من الخجلة، وترتعد فرائصك من الهيبة ويصفر وجهك من الخوف، كما روي في ما تقدر عن بعض أزواج النبي (ص) قالت: (كان رسول الله يحدثنا ونحدثه فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه، شغلاً بالله عن كل شيء).

وقال الصادق (ع): ( الإخلاص بجميع حواصل الأعمال وهو معنى مفتاحه القبول وأدنى حد الإخلاص بذل العبد طاقته، ثم لا يجعل لعلمه عند الله قدراً فيوجب به على ربه مكافأة لعمله، فإنه لو طالبه بوفاء حق العبودية لعجز وأدنى مقام المخلص في الدنيا السلامة من جميع الآثام وفي الآخرة النجاة من النار والفوز بالجنة).

وقال الصادق (ع): ( صاحب النية الصادقة، صاحب القلب السليم لأن سلامة القلب من هواجس المحذورات بتخلص النية لله في الأمور كلها.

قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ** إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾

ثم النية تبدو من القلب على قدر صفاء المعرفة وتختلف على حسب اختلاف الإيمان في معنى قوته وضعفه.

وصاحب النية الخالصة، نفسه وهواه معه مقهوران تحت سلطان تعظيم الله والحياء منه.

v في أسرار تكبيرة الإحرام

الثالث: تكبيرة الإحرام ومعناها: إن الله سبحانه أكبر من كل شيء أو أكبر من أن يوصف أو من أن يدرك بالحواس، أو يقاس بالناس، فإذا نطق به لسانك فينبغي أن لا يكذبه قلبك، فإن كان في قلبك شيء هو أكبر من الله تعالى يشهد أنك لكذاب، وإن كان الكلام صدقاً كما شهد على المنافقين في قولهم إنه (ص) رسول الله.

فإن كان هواك أغلب عليك من أمر الله وأنت أطوع له منك لله، فقد اتخذته إلهك وكبرته، فيوشك أن يكون قولك: الله أكبر، كلاًما باللسان المجرد وقد تخلف القلب عن مساعدته، وما أعظم الخطر في ذلك لولا التوبة والاستغفار وحسن الظن بكرم الله وعفوه.

قال الصادق (ع): ( إذا كبرت فاستصغر ما بين السموات العلى والثرى دون كبريائه).

فإن الله تعالى إذا طلع على قلب العبد وهو يكبر وفي قلبه عارض عن حقيقة تكبيره قال: (يا كاذب أتخدعني؟ وعزتي وجلالي لأحرمنك حلاوة ذكري ولأحجبنك عن قربي والمسرة بمناجاتي).

فاعتبر قلبك حين صلاتك، فإن كنت تجد حلاوتها، وفي نفسك سرورها وبهجتها وقلبك مسرور بمناجاته ملتذ بمخاطباته، فالعم أنه قد صدقك في تكبيرك له، وإلا فقد عرف من سلب لذة المناجاة وحرمان حلاوة العبادة، أنه دليل على من تكذيب الله لك، وطردك عن بابه.

v في أسرار دعاء التوجه ومعناه:

وأما دعاء التوجه: فأول كلماته قولك:﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ وليس المراد بالوجه الوجه الظاهر فإنك إنما وجهته إلى جهة القبلة، والله سبحانه تقدس عن أن تحده الجهات حتى تقبل بوجه بدنك عليه، وإنما وجه القلب هو الذي يتوجه به إلى الله فاطر السموات والأرض.

فانظر إلى وجه قلبك أمتوجه هو إلى أمانيه وهمه في البيت والسوق وغيرهما، متبع للشهوات أم مقبل على فاطر السموات؟..

وإياك أن تكون مفاتحتك للمناجاة بالكذب والاختلاق فيصرف وجه رحمته عنك، وقبوله في ما بقي على الإطلاق، ولن ينصرف الوجه إلى الله تعالى إلا بالانصراف عما سواه، فإن القلب بمنزلة مرآة وجهها صقيل وظهرها كدر لا يقبل انطباع الصور، فإذا توجهت إلى شيء انطبع فيها، واستدبرت غيره، ولا يمكن انطباعه، ولهذا كانت الدنيا والآخرة ضرتين، كلما قربت من إحداهما بعدت عن الأخرى.

فاجتهد في الحال في صرفه إليه وإن عجزت عنه على الدوام فليكن قولك في الحال صادقاً عسى أن يسامحك في الغفلة بعد ذلك.

وإذا قلت: ﴿حنيفاً مسلماً﴾ فينبغي أن تحضر في بالك أن المسلم هو الذي (سلم المسلمون من يده ولسانه).

فإن لم تكن كذلك كنت كاذباً. فاجتهد أن تعزم عليه في الاستقبال وتندم على ما سبق من الأحوال.

وإذا قلت: ﴿وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ فاحضر ببالك الشرك الخفي وأن قوله تعالى ﴿فمن كان يرجو لقاء ربه﴾ إلخ، جعل من يقصد بعبادة ربه، وجه الله وحمد الناس مشركاً.

فاستشعر الخجلة في قلبك إن وصفت نفسك بأنك لست من المشركين من غير من هذا الشرك، فإن اسم الشرك يقع على القليل والكثير منه.

وإذا قلت:﴿محياي ومماتي لله﴾ فاعلم إن هذا حال عبد مفقود لنفسه موجود لسيده وإنه إن صدر عن غضبه وضاه، قيامه وقعوده ورغبته في الحياة ورهبته من الموت لأمور الدنيا، لم يكن ملائما للحال.

v في أسرار القراءة ووظائفها

الرابع: القراءة ووظائفها لا تكاد تنحصر ولا يحيط بها قوة البشر وإن الاعتناء بشأنها يخرج عن وضع الرسالة لأنها حكاية كلام الله جل جلاله المشتمل على الأساليب العجيبة والأوضاع الغريب، والأسرار الدقيقة، والحكم الأنيقة وليس المقصود منها مجرد حركة اللسان، بل المقصود معانيها وتدبرها، ليستفيد منها حكمة وحقائق، وأسرار وترغيباً وترهيباً وأمراً ونهياً ووعداً ووعيداً وذكر أنبيائه ونعمه إلى غير ذلك من الفوائد فإذا أنه عدوك ومترصد لصرف قلبك عن الله تعالى حسداً لك على مناجاتك مع الله تعالى، وسجودك له، مع أنه لعن بسبب سجدة واحدة تركها، وأن استعاذتك بالله منه، وبترك ما يحبه وتبديله بما يحب الله تعالى، لا بمجرد قولك: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).

فإن من قصده سبع أو عدو ليفترس أو يقتله فقل أعوذ منك بذلك الحصن الحصين وهو ثابت في مكانه فإن ذلك لا ينفعه بل لا يعيذه إلا تبديل المكان فكذلك من يتبع الشهوات التي هي محل الشيطان ومكارة الرحمن، فلا ينفعه مجرد القول، قليقرن قوله بالعزم على التعود بحصن الله تعالى من شر الشيطان وحصنه ( لا إله إلا الله) إذ قال تعالى في ما أخبر عنه نبينا (ص) ( لا إله إلا الله حصني والمتحصن به من لا معبود له سوى الله تعالى).

فأما من اتخذ إلهه هواه فهو في ميدان الشيطان لا في حصن الله.

ومن دقائق مكائده أن يشغلك في الصلاة بذكر الآخرة وتدبر فعل الخيرات، ليمنعك عن فهم ما تقول وتقرأ.

فاعلم أن كل ما يشغلك عن فهم معاني قراءتك فهو وسواس فإن حركة اللسان غير المقصودة بل المقصود معانيها كما مر.

والناس في القراءة على ثلاثة أقسام: فمنهم من يحرك لسانه بها ولا يتدبر قلبه لها، وهذا من الخاسرين الداخلين في توبيخ الله سبحانه وتهديده بقوله: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ ودعاء نبيه (ص): ( ويل لمن لاكها بين لحييه ثم لا يتدبرها).

ومنهم من يحرك لسانه وقلبه يتبع اللسان فيسمع ويفهم منه كأنه يسمعه من غيره وهذه درجة أصحاب اليمين.

ومنهم من يسبق قلبه إلى المعاني أولاً ثم يخدم اللسان قلبه فيترجمه وهذه درجة المقربين.

وفرق جلي بين أن يكون اللسان ترجمان القلب كما في هذه الدرجة وبين أن يكون معلمه كما في الدرجة الثانية فالمقربون لسانهم ترجمان يتبع القلب ولا يتبعه القلب.

v في تفصيل ترجمة القرآن وما يتعلق بها

وتفصيل ترجمة المعاني على سبيل الاختصار أنك إذا قلت ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ فانو به التبرك لابتداء القراءة لكلام الله تعالى وافهم أن معناه أن الأمور كلها بالله وأن المراد ههنا بالاسم هو المسمى وإذا كانت الأمور كلها بالله فلا جرم كان: ﴿الحمد لله﴾، ومعناه أن الشكر لله إذ النعم من الله ومن يرى غير الله نعمة، أو يقصد غير الله بشكر لا من حيث أنه مسخر من الله، ففي تسميته وتحميده نقصان بقدر التفاته إلى غير الله.

فإذا قلت: ﴿رب العالمين﴾ فاحضر في قلبك أن العالمين كلها مربوب مثلك بربويته، مستغرق في نعمته.

فإذا قلت: ﴿الرحمن الرحيم﴾ فاحضر في قلبك أنواع لطفه لتنفتح لك رحمته فينبعث بها رجاؤك.

ثم استشعر من قلبك التعظيم والخوف بقولك: ﴿مالك يوم الدين﴾ أما العظمة، فلأنه لا ملك إلا له وأما الخوف فلهول يوم الجزاء والحساب الذي هو مالكه.

ثم جدد الإخلاص بقولك: ﴿إياك نعبد﴾ وجدد العجز والاحتياج والتبري عن حولك وقوتك، بقولك: ﴿وإياك نستعين﴾ وتحقق أنه ما تسير طاعتك إلا بإعانته وإن المنة له إذ وفقك لطاعته، واستخدمك لعبادته وجعلك أهلاً لمناجاته. ولو حرمك التوفيق لكنت من المطرودين مع الشيطان الرجيم اللعين.

ثم إذا فرغت عن التفويض بقولك: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ وعن التحميد وعن إظهار الحاجة إلى الإعانة مطلقاً فعين سؤالك ولا تطلب إلا أهم حاجاتك وقل: ﴿أهدنا الصراط المستقيم﴾ الذي يسوقنا إلى جوارك ويفضي بنا إلى مرضاتك.

وزده شرحاً وتفصيلاً وتأكيداً واستشهد بالذين أفاض عليهم نعمة الهداية من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين دون الذين غضب الله تعالى عليهم ﴿غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾ من الكفار الزائغين من اليهود والنصارى والصائبين.

فإذا تلوت الفاتحة كذلك فيشبه أن تكون ممن قال الله تعالى فيهم فيما أخبر النبي (ص): ( قسمت الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي، يقول العبد الحمد لله رب العالمين فيقول الله: حمدني وأثنى علي) وهو معنى قولهSadسمع الله لمن حمده...) الحديث.

فلو لم يكن من صلاتك حظ سوى ذكر الله في جلاله وعظمته فناهيك به غنيمة فكيف ترجوه من ثوابه وفضله.

وكذلك ينبغي أن تفهم ما تقرأ من السورة فلا تغفل عن أمره ونهيه ووعده ووعيد، وموعظة وأخبار أنبيائه وذكر منته وإحسانه. فلكل واحد حق: فالرجاء حق الوعد، والخوف حق الوعيد، والعزم حق الأمر والنهي، والاتعاظ حق الموعظة والشكر حق تذكر المنة والاعتبار حق أخيار الأنبياء.

v فيما يتعلق بقراءة القرآن مطلقاً

تفصيل وظيفة قراءة القرآن:
وتفصيل وظيفة قراءة القرآن لا يحتمله هذا المحل لكنا نذكر جملة منه في آخر الفصل.

وبالجملة ففهم معاني القرآن يختلف بحسب درجات الفهم، والفهم يختلف بحسب وفور العلم، وصفاء القلب، ودرجات ذلك لا تنحصر والصلاة مفتاح القلوب، فيها تنكشف أسرار الكلمات.

فهذا حق القراءة وهو أيضاً حق الأذكار والتسبيحات ثم يراعي الهيئة في القراءة زيادة على التدبر فرتل ولا تسرد فإن ذلك أيسر للتأمل. ويفرق بين نغماته في آية الرحمة والعذاب والوعد والوعيد والتحميد والتمجيد، وروي أنه يقال لقاريء القرآن: (اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا).

ومن وظائف القراءة من الأثر قول الصادق (ع): ( من قرأ القرآن ولم يخضع له ولم يرق قلبه ولم ينشئ حزناً ورجلاً في سره، فقد استهان بعظيم شأن الله تعالى وخسر خسراناً مبيناً).

فقارئ القرآن يحتاج إلى ثلاثة أشياء: قلب خاشع وبدن فارغ، وموضع خال، فإذا خشع لله قلبه، فر من الشطان الرجيم. قال الله تعالى ﴿ {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ فإذا فرغ نفسه من الأسباب تجرد قلبه للقراءة فلا يعترضه عارض، فيحرمه نور القرآن وفوائده.

وإذا اتخذ مجلساً خالياً واعتزل عن الخلق بعد أن أتى بالخصلتين الأوليين: خضوع القلب وفراغ البدن، استأنس روحه وسره بالله، ووجد حلاوة مخاطبات الله عباده الصالحين، وعلم لطفه بهم ومقام اختصاصه لهم، بفنون كراماته، وبديع إشاراته فإذا شرب كأساً من هذا المشرب لا يختار على ذلك الحال حالاً ولا على ذلك الوقت وقتاً، بل يؤثره على كل طاعة وعبادة، لأن فيه المناجاة مع الرب بلا واسطة.

فانظر كيف تقرأ كتاب ربك، ومنشور ولايتك وكيف تجيب أوامره وتتجنب نواهيه وكيف تتمثل حدوده﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ** لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ فرتله ترتيلاً وقف عند وعده ووعيده، وتفكر في أمثالة ومواعظه، واحذر أن تقع من إقامتك حروفه أي : ترتيله في إضاعة حدوده.

v في وظائف الركوع وأسراره
الركوع:

فإذا وصلت فجدد على قلبك ذكر كبرياء الله تعالى وعظمته وخساسة كل ما سواه وتلاشيه فارفع يديك له، وقل: ( الله أكبر) مستجيراً في رفعك بعفو الله من عقابه، ومتبعاً سنة نبيه، ثم تستأنف له ذلاً وتواضعاً بركوعك، واجتهد في ترقيق قلبك، وتجديد خشوعك واستشعر ذلك وعزز مولاك واتضاعك وعلو ربك وتستعين على تقرير ذلك في قلبك بلسانك فتسبح ربك وتنزهه، وتشهد له بالعظمة والكبرياء وأنه أعظم من كل عظيم بقولك: (سبحان ربي العظيم وبحمده) وتكرر ذلك على لسانك وقلبك لتؤكده بالتكرار، وتقرر في ذاتك بالتكرار وكلما أكثرت فيه، وازددت خضوعاً ردت عند مولاك رفعة.

ثم ترتفع من ركوعك راجياً أنه راحم ذلك ويؤكد الرجاء في قلبك بقولك: ( سمع الله لمن حمده). أي: أجاب الله لمن حمده وشكره.

ثم تردف ذلك بالشكر المتقاضي للمزيد فتقول: الحمد لله رب العالمين.

وفي ذلك غاية في الخضوع ومزيد التذلل إذا راعيت ذلك بالحقيقة.

وقد قال الصادق (ع): (لا يركع عبد لله تعالى ركوعاً على الحقيقة إلا زينه الله تعالى بنور بهائه وأظله في ظلال كبريائه وكسوة أصفائه، والركوع أول والسجود ثان، فمن أتى بمعنى الأول صلح للثاني. وفي الركوع أدب وفي السجود قرب ومن لا يحسن الأدب لا يصلح للقرب.

فاركع ركوع خاضع لله بقلبه، متذلل، وجل تحت سلطانه، خافض له بجوارحه خفض خائف، حزين على ما يفوته من فوائد الراكعين.

وحكي أن ربيع بن خثيم كان يسهر بالليل إلى الفجر في ركوع واحد فإذا أصبح تزفر وقال: ( أوه، سبق المخلصون وقطع بنا). واستوف ركوعك باستواء ظهرك، وانحط عن همتك في القيام بخدمته إلا بعونه وقر بالقلب عن وساوس الشيطان وخدائعه ومكائده، فإن الله تعالى يرفع عباده بقدر تواضعهم له، ويهديهم إلى أصول التواضع والخضوع والخشوع بقدر اطلاع عظمته على سرائرهم.

السادس: في وظائف السجود وأسراره

السجود وهو أعظم مراتب الخضوع وأحسن درجات الخشوع وأعلى مراتب الاستكانة وأحق المراتب باستيجاب القرب إلى الله تعالى وتلقي أنوار رحمته، ومعاطف كرمه كما نبه عليه الكتاب الكريم في أسره لنبيه (ص)، أن يسجد ووعد على ذلك بأن بقرب.

فإذا أردت السجود فاستحضر عظمة الله تعالى زيادة على ما حضر حالة الركوع، وكبره رافعاً وأنت قائم إهوﹺ إلى السجود ومكن أعز أعضائك وهو الوجه من أذل الأشياء وهو التراب فإن أمكنك أن لا تجعل بينهما حائلاً فتسجد على الأرض فافعل فإنه أجلب للخشوع وأدل على الذل والخضوع.

وهذا هو السر في منع الشريعة من السجود على ما يأكله الآدميون ويلبسونه لأنه من متاع الدنيا وأهلها الذين اغتروا بغرورها وركنوا إلى زخرفها واطمأنوا إليها فاسلمتهم إلى المهالك، أحوج ما كانوا إليها.

وإذا وضعت نفسك موضع الذل فاعلم أنك وضعتها موضعها، ورددت الفرع إلى أصله، فإنك من التراب خلقت وإليه رددت، ثم تخرج منها مره أخرى.

فاحضر في بالك نقلاتك منه، وإليها ثم خروجك منها بتكرر السجود كما ذكر الله تعالى لك بقوله: ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى﴾.

وعند هذا جدد على قلبك عظمة الله تعالى وعلوه وقل: سبحان ربي الأعلى وبحمده وأكده بالتكرار فإن المرة الواحدة ضعيفة الأثر في القلب.

فإذا رق قلبك وظهر ذلك فليصدق رجاؤك في رحمة ربك فإن رحمته تتسارع إلى الضعف والذل، لا إلى التكبر والبطر فارفع رأسك مكبراً وسائلاً ومستغفراً من ذنوبك ثم أكد التواضع بالتكرار وعد إلى السجود ثانياً كذلك فبزيادته يزيد القرب منك وبتكراره تنالك السوائح الإلهية وتظهر اللوامع الغيبية إذا وقع على وجهه.

قال الصادق (ع): ( ما خسر والله قط من أتى بحقيقة السجود ولو كان في العمر مرة واحدة، وما أفلح من خلا بربه في مثل ذلك الحال شبيهاً بمخادع نفسه غافلاً لاهياً عما أعد الله للساجدين من أنس العاجل وراحة الآجل ولا بعد عن الله أبداً من أحسن تقربه في السجود ولا قرب إليه أبداً من أساء أدبه وضيع حرمته بتعليق قلبه بسواه في حال سجوده.

فاسجد سجود متواضع لله ذليل علم أنه خلق من تراب تطأه الخلق، وانه ركب من نطفة يستقذرها كل واحد، وكون ولم يكن وقد جعل الله تعالى معنى السجود سبب التقرب إليه بالقلب والسر والروح فمن قرب منه بعد من غيره.

ألا ترى في الظاهر أنه لا يستوى حال السجود إلا بالتواري عن جميع الأشياء والاحتجاب عن كل ما تراه العيون؟

كذلك أمر الباطن. فمن كان قلبه متعلقاً في صلاته بشيء من دون الله فهو قريب من ذلك الشيء بعيد عن حقيقة ما أراد الله منه في صلاته.

قال الله عزوجل: ﴿ مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾ وقال رسول الله: ( قال الله تعالى: ما اطلع على قلب عبد فأعلم فيه حب الإخلاص لطاعتي لوجهي وابتغاء مرضاتي إلا توليت تقويمه وسياسته ومن اشتغل في صلاته فهو من المستهزئين بنفسه ومكتوب اسمه في ديوان الخاسرين).

السابع: في وظائف التشهد وأسراره:

التشهد:
إذا جلست للتشهد بعد هذه الأفعال الدقيقة والأسرار العميقة المشتملة على الأخطار والأهوال العظيمة فاستشعر الخوف التام، والرهبة والحياء والوجل، أن يكون جميع ما سلف منك غير واقع على وجهه ولا محصلاً لوظيفته وشرطه، ولا مكتوباً في ديوان المقبولين، فاجعل يدك صفراً من فوائدها إلا أن يتداركك الله برحمته ويقبل عملك الناقص بفضله.

وارجع إلى مبدأ الأمر وأصل الدين، واستمسك بكلمة التوحيد وحصن الله تعالى الذي من دخله كان آمناً، إن لم يكن حصل في يدك غيره واشهد له بالواحدينة وأحضر رسوله المكرم ونبيه المعظم ببالك واشهد له بالعبودية والرسالة وصل عليه وعلى آله مجدداً عهد الله تعالى بإعادة كلمتي الشهادة متعرضاً بهما لتأسيس مراتب السعادة، فإنهما أول الوسائل وأساس الفواضل وجماع أمر الفضائل مرتقياً لإجابته (ص) لك بصلاتك عشراً من صلاته إذا قمت بحقيقة صلاتك عليه التي لو وصل إليك منها واحدة أفلحت أبداً.

قال الصادق (ع): ( التشهد ثناء على الله تعالى فكن عبداً له في السر خاضعاً له في الفعل كما أنك عبد له بالقول والدعوي وصل صدق بلسانك بصفاء صدق سرك، فإنه خلقك عبداً وأمرك أن تعبده بقلبك ولسانك وجوارحك وأن تحقق عبوديتك له برويته لك وتعلم أن نواصي الخلق بيده فليس لهم نفس ولا لحظة إلا بقدرته ومشيته وهو عاجزون عن إتيان أقل شيء في مملكته إلا بإذنه وإرادته.

قال الله عزوجل: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ فكن لله عبداً شاكراً بالفعل كما أنك عبد ذاكر بالقول والدعوى وصل صدق لسانك بصفاء سرك فإنه خلقك، فعزوجل أن تكون إرادة ومشية لأحد إلا بسابق إرادته ومشيته فاستعمل العبودية في الرضاء بحكمه والعبادة في أداء أوامره.

وقد أمرك بالصلاة على نبيه محمد (ص) فأوصل صلاته بصلاته، وطاعته بطاعته، وشهادته بشهادته وانظر أن لا يفوتك بركات معرفة حرمته فتحرم من فائدة صلاته وأمره بالاستغفار لك والشفاعة فيك إن أتيت بالواجب في الأمر والنهي والسنن والأدب وتعلم جليل مرتبته عند الله عزوجل.

الثامن: في وظائف السلام وأسراره:
التسليم:
إذا فرغت من التشهد فأحضر نفسك بحضرة سيد المرسلين والملائكة المقربين وقل: ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته)، إلى آخر التسليم المستحب... ثم أحضر في بالك النبي (ص) وبقية الأنبياء الله والأئمة (ع) والحفظة لك من الملائكة المقربين المحصين لأعمالك، وقل: ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ولا يطلق لسانك بصيغة الخطاب من غير حضور مخاطب في ذهنك فتكون من العابثين واللاعبين.

وكيف تسمع الخطاب لمن لا تقصد، لولا فضل الله تعالى ورحمته الشاملة، ورأفته الكاملة في اجتزائه ذلك من أصل الواجب، وإن كان بعيداً عن درجات القبول منحطاً عن أوج القرب والوصول.

وإن كنت إماماً لقوم فاقصدهم بالسلام مع من تقدم من المقصودين وليقصدوا هم الرد عليك أيضاً، ثم ليقصدوا مقصدك بسلام ثان، فإذا فعلتم ذلك فقد أديتم وظيفة السلام، واستحققتم من الله تعالى مزيد الإكرام.

وأصل السلام مشترك بين التحية الخاصة وبين الاسم المقدس من أسماء الله تعالى، والمعنى هنا على الأول ظاهر، وعلى الثاني يكون مستعاراً في الخلق بإذن الله للتفاؤل بالسلام والأمان من عذاب الله تعالى لمن قام بحدوده.

قال الصادق (ع): ( معنى السلام في دبر كل صلاة الأمان. أي من أدى أمر الله وسنة ونبيه (ص) خاضعاً له خاشعاً منه قلبه، فله الأمان من بلاء الدنيا والبراءة من عذاب الآخرة. والسلام أسم من أسماء الله تعالى أودعه خلقه ليستعملوا معناه في المعاملات والأمانات والإلصاقات وتصديق مصاحبتهم وتؤدي فيما بينهم وصحبة معاشرتهم وإذا أردت أن تضع السلام موضعه وتؤدي معناه، فاتق الله ليسلم منك دينك وقلبك وعقلك لا تدنسها بظلمة المعاصي. ولتسلم حفظتك لا تبرمهم ولا تملهم، وتوحشهم منك بسوء معاملتك معهم، ثم صديقك ثم عدوك فإن من لم يسلم منه وهو أقرب إلية فالأبعد أولى. ومن لا يضع السلام بمواضعه هذه فلا سلام ولا تسليم وكان كاذباً في سلامه وإن أفشاه في الخلق).

تتمة الفصل:

إذا أتيت بالصلاة على ما وصفت لك، فاختمها بالخشوع والخضوع، والخوف من منقلب الرد وخيبة الحرمان. واستشعر شكر الله تعالى على توفيقه لإتمام هذه الطاعة، وتوهم أنك مودع في صلاتك هذه، وإنك ربما لا تعيش بمثلها كما قال (ص)Sadصل صلاة مودع) ثم استشعر بقلبك الحياء من التقصير في الصلاة والخوف من أن تلف فبضرب بها وجهك فإذا فعلت ذلك رجوت أن تكون من الخاشعين ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾و﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾. واعرض صلاتك على هذا الوصف. فبقدر ما يتيسر منها كذلك ينبغي أن تفرح وترجو، وعلى ما يفوتك ينبغي أن تتحسر وتجتهد في مداواة قلبك فإن صلاة الغافل مربع إبليس اللعين نسأل الله أن يغمرنا برحمته، ويتغمدنا بمغفرته ولا وسيلة لنا إلا الاعتراف بالعجز عن القيام بوظائف طاعته.

v في وظائف المصلي عقيب الصلاة

ثم عقب ذلك كله بالاشتغال بالتعقيب من الذكر والدعاء، وبالغ في الإخلاص والانقطاع والابتهال إلى الله تعالى في مغفرة ذنبك وقبول عملك وتلقي طاعتك بيد الرحمة فإن الفضل عميم والكرم جسيم والرحمة واسعة والجود فائض والمحل قابل.

وخلاصة وظائف الدعاء عقيب الصلاة وغيرها ما قاله مولانا الصادق (ع): (أحفظ أدب الدعاء وأنظر من تدعو وكيف تدعو ولما تدعو وحقق عظمة الله تعالى وكبرياءه وعاين بقلبك علمه بما في ضميرك واطلاعه على سرك وما يكن فيه من الحق والباطل واعرف طرق نجاتك وهلاكك كي لا تدعو الله تعالى بشيء عسى فيه هلاكك وأنت تظن أن فيه نجاتك).

قال الله تعالى: ﴿ َيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً﴾ وتفكر ماذا تسأل والدعاء استجابة الكل منك للحق وتذويب المهجة في مشاهدة الرب، وترك الاختيار جمعياً وتسليم الأمور كلها- ظاهرها وباطنها- إلى الله تعالى فإن لم تأت بشرط الدعاء فلا تنتظر الإجابة ﴿ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾ فعلك تدعوه بشيء قد علم من نيتك بخلاف ذلك.

قال بعض الصحابة لبعضهم: ( أنتم نتنظرون المطر بالدعاء وأنا أنتظر الحجر).

وأعلم أنه لو لم يكن الله أمرنا بالدعاء لكنا إذا أخلصنا الدعاء تفضل علينا بالإجابة فكيف وقد ضمن ذلك لمن أتى بشرائط الدعاء.

وسئل رسول الله (ص) عن اسم الله الأعظم فقال: (كل اسم من أسماء الله أعظم ففرغ قلبك عن كل من سواه وادعه بأي اسم شئت فليس في الحقيقة لله اسم دون اسم بل هو الله الواحد القهار).

وقال النبي (ص): (إن الله لا يستجيب الدعاء من قلب لاهﹴ...).

فإذا أتيت بما ذكرت لك من شرائط الدعاء وأخلصت سرك لوجهه فابشر بإحدى ثلاث إما أن يعجل لك ما سألت وإما أن يدخر لك ما هو أعظم منه، وإما أن يصرف عنك من البلاء ما لو أرسله عليك لهلكت.

قال النبي (ص): (قال الله تعالى: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين).

قال الصادق (ع): ( لقد دعوت الله تعالى مرة واحدة فاستجاب لي ونسيت الحاجة لأن استجابته بإقباله على عبده عند دعوته، أعظم واجل مما يريد منه العبد ول كانت الجنة ونعيمها الأبد ولكن لا يعقل ذلك إلا العاملون المحبون العارفون الفائزون صفوة الله وخواصه، انتهى) هو كاف في وظيفة الدعاء.

وإن عقبت بشيء من القرآن فينبغي أن نتدبر بعض وظائفه لتقوم بشروطه وتتمثل برسوم حدوده كما ينبغي ذلك لكل قارئ وما ورد في ثواب قراءة القرآن والحث عليه يخرج عن موضع الرسالة فلنذكر مهم وظائفه ملخصاً وهو أمور:

v في وظائف القارئ عند القراءة
الأول: حضور القلب وترك حديث النفس.

قيل في تفسير قوله تعالى: ﴿يا يحيى خذ الكتاب بقوة﴾ أي: بجد واجتهاد وأخذه بالجد أن يتجرد عند قراءته بحذف جميع المشغلات والهموم عنه.

الثاني: التدبر وهو طور وراء حضور القلب فإن الإنسان قد لا يتفكر في غير القرآن على سماع القرآن وهو لا يتدبر والمقصود من التلاوة والتدبر.

قال سبحانه: ﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾، وقال تعالى﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾. لأن الترتيل يمكن الإنسان من تدبر الباطن. قال (ص): ( لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا خير في قراءة لا تدبر فيها).

الثالث: التفهم وهو أن يستوضح من كل آية ما يليق بها إذ القرآن يشتمل على ذكر صفات الله تعالى وأفعاله وأحوال أنبيائه والمكذبين لهم، وأحوال ملائكته وذكر أوامره وزواجره، وذكر الجنة والنار والوعد والوعيد فليتأمل معاني هذه الأسماء والصفات لينكشف له أسرارها فإن تحتها أسرار الدقائق وكنوز الحقائق.

قال ابن مسعود: ( من أردا ان يعلم علم الأولين والآخرين فعليه بالقرآن).

قال الله تعالى: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً﴾. إلخ

وقال علي (ع): ( لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب).

فمن لم يتفهم معاني القرآن في تلاوته وسماعه ولو في أذني المراتب ودخل في قوله تعالى:﴿أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾، وقوله:﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾.

الرابع: التخلي عن موانع الفهم: فإن أكثر الناس منعوا عن فهم القرآن لأستار وحجب أسدلها الشيطان على قلوبهم فحجبت عن عجائب أسراره قال (ص): ( لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى الملكوت) ومعاني القرآن وأسراره من جملة الملكوت.

والحجب الموانع منها: الاشتغال بتحقيق الحروف، وإخراجها من مخارجها والتشدق بها من غير ملاحظة المعنى وقيل أن المتولي لحفظ ذلك شيطان وكل بالقراء ليصرفهم عن معنى كلام الله تعالى، فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف ويخيل إليهم انه لم يخرج من مخرجه فيكون تأمله مقصوراُ على مخارج الحروف فأنى تنكشف له المعاني؟

وأعظم ضحكة للشيطان من كان مطيعاُ مثل هذا التلبيس.

ومنها: أن يكون مبتلى من الدنيا بهوى مطاع فإن ذلك سبب لظلمة القلب كالصدا على المرآة فيمنع جلية الحق أن يتجلى فيه، وهو أعظم حجاب للقلب، وبه حجب الأكثرون. وكلما كانت الشهوات أكثر تراكماً على القلب، كان البعد عن أسرار الله تعالى أعظم.

ولذلك قال (ص): ( الدنيا والآخرة ضرتان بقدر ما يقترب من إحداهما يبتعد عن الأخرى).

الخامس: أن يخصص نفسه بكل خطاب من القرآن من أمر أو نهي أو وعد أو وعيد أنه هو المقصود.

وكذلك إن سمع قصص الأولين والأنبياء عليهم السلام علم أن مجرد القصة غير المقصود الاعتبار ولا يعتقد أن كل خطاب خاص في القرآن المراد به الخصوص فإن القرآن وساير الخطابات الشرعية واردة على طريقة (إياك أعني واسمعي يا جارة) وهي كلها نور، وهدى، ورحمة للعالمين.

ولذلك أمر الله تعالى الكافة بشكر نعمة الكتاب فقال:﴿ َاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ﴾ إذا قدر أنه المقصود لم يتخذ دراسة القرآن عملاً، بل قراءته كقراءة العبد كتاب مولاه الذي كتبه إليه ليتدبره ويعمل بمقتضاه.

وقال حكيم: ( هذا القرآن أتانا من قبل ربنا بعهوده نتدبرها في الصلاة ونقف عليها في الخلوات، ونعدها في الطاعات بالسنن المتبعات).

السادس: التأثر وهو أن يتأثر قلبه بآثار مختلفة بحسب اختلاف الآيات فيكون له بحسب كل فهم حال ووجد يتصف به عندما يوجه نفسه في كل حالة إلى الجهة التي فهمها: من خوف أو حزن أو رجاء أو غيره فيستعد لذلك وينفعل ويحصل له التأثر والخشية ومهما قويت معرفته فكانت الخشية أغلب الأحوال على قلبه.

إن التقصير غالب على العارفين فلا يرى ذكر المغفرة والرحمة إلا مقروناً بشروط العارف على نيلها كقوله تعالى:﴿ َإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى﴾ فإنه قرن المغفرة بهذه الشرط الأربعة.

وكذلك قوله تعالى:﴿ وَالْعَصْرِ** إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ إلى آخر السورة وذكر فيه أربعة شروط.

وحيث أوجز واختصر ذكر شرطاً واحداً لكل الشرايط فقال تعالى: ﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ إذ كان الإحسان جامعاً لكل الشرايط.

وتأثر العبد بالتلاوة أن يصير بصفة الآية المتلوة. فعند الوعيد يتضاءل من خشية الله وعند الوعد يستبشر فرحاً بالله، وعند ذكر الله وأسمائه يتطأطأ خضوعاُ لجلاله، وعند ذكر الكفار في حق الله تعالى، ما يمتنع عليه، كالصاحبة والولد، يغض صوته وينكسر في باطنه حياء من قبح أفعالهم ويكبر الله ويقدسه عما يقول الظالمون وعند ذكر الجنة ينبعث بباطنه شوق إليها وعند ذكر النار ترتعد فرائصه خوفاً منها. ولما قال رسول الله لأبن مسعود: ( إقرأ علي).
قال: ( فافتتحت سورة النساء، فلما بلغت ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدا﴾ رأيت عينيه تذرفان بالدمع فقال لي: (حسبك الآن).

وذلك لاستغراق تلك الحالة لقلبه بالكلية.
والقرآن إنما يراد لهذه الأحوال واستجلابها إلى القلب والعمل بها.

قال رسول الله (ص): ( إقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ولانت له جلودكم فإذا اختلفتم فلستم تقرؤونه).

وقال الله تعالى: ﴿نَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً﴾ وإلا فالمؤونة في تحريك اللسان خفيفة.

وروي أن رجلاً جاء إلى النبي ليعلمه القرآن فعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اسرار أركان الصلاه وادابها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيف تشتاق الى الصلاه
» اسرار لعبة جي تي اي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سر من رأى :: المنتديات :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: